آخبار عاجل

رغبة الأبناء  المراهقين في اتخاذ قراراتهم كيف يواجهها الآباء  .. بقلم : « سلوى المؤيد

14 - 03 - 2019 12:00 2104

الحلقة الـ  53 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  رغبة الأبناء  المراهقين في اتخاذ قراراتهم كيف يواجهها الآباء.

.............................................                                                                                                                                                                                    

أن أهم  الأمور التي سيلاحظها الآباء عندما يصل أبنائهم إلى سن المراهقة ..هو رغبتهم   في المزيد من المشاركة بالنسبة لاتخاذ  قراراتهم حول  الأمورالمتعلقة بحياتهم أو الحدود التي يضعها آبائهم لهم.

لكن هل معنى ذلك أنهم يجب أن يقرروا قراراتهم بإنفسهم ؟

  بالطبع لا .. إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكونوا جاهزين في أن يشاركوا  في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم بصورة أكثر فعالية..وهذا يعني أنهم يستطيعون أن يشاركوا بإفكارهم ومشاعرهم..وأن يناقشوا الأسباب التي وضعت على أساسها القواعد لهم مع مراعاة ما لديهم من طاقات في الإعتبار بشكل جدي ..لكن ذلك لا يمنع أن يظل القرار النهائي في يد الآباء .

سامي  مراهق  في الرابعة عشر من عمره ..كان يدعو  أصدقائه دائماً للمجيء إلى بيته بعد المدرسه .. ليتحدثوا و يلعبوا  ويستمعوا إلى الموسيقى  أو يشاهدوا التلفزيون ..عندما لا يكون والديه متواجدين في البيت ..وكانو إذا شعروا بالجوع طلبوا طعاماً ليأكلوه..ولا يعود الوالدان مساء  إلا والفوضى تعم البيت..الصحون متسخة والأكواب الفارغة في أنحاء غرفة المعيشة..ولم يبق إلا القليل من الطعام  في الثلاجة .

تضايق والديه من إهماله هو وأصدقائه في مسألة عدم تنظيف البيت بعد أن ينتهوا من لعبهم..لذلك قررا وقف هذه الفوضى فماذا فعلا؟

جلس الوالدان مع إبنهما سامي ليناقشا معه قواعد أساسية  للبيت عليه أن يلتزم بها  عندما يدعو أصدقائه إلى المنزل .

قال الأب " سامي ..نحن نقبل بإن تأتي بإصدقائك إلى المنزل  بعد المدرسة ..إذا كنا غيرمتواجدين ..لكن الفوضى التي تتركونها في المكان يجب أن تتوقف .

قال سامي " أعتقد أن جزء من هذه الفوضى يعود لي ..لإنني قدمت لهم بعض أكياس البطاطس ..ثم قام كل منهم ليأكل ما يريد..ولم أدرك أنهم أكلوا معظم  الطعام في الثلاجة .

رد والده " ألآن وقد عرفت ذلك .. كيف ستتعامل مع هذا الموقف في المستقبل  ؟"

أجاب سامي " سأقول لهم أن من الأفضل أن يأكلوا في بيوتهم قبل أن يأتوا .. لكن أليس محرجاً أن أقول لهم ذلك ؟"

قال والده " في إمكانك أن تقدم لهم بعض الفشاروالمشروبات الخفيفة..لا أكثر من ذلك ؟

قال سامي متسائلاً   " وإذا ذهب أحدهم إلى الثلاجة وأخذ شيئاً ..ماذا أفعل ؟"

رد والده "عندئذٍ  عليهم  أن يعلموا أن من غير المسموح لهم أن يأتوا إلى البيت ونحن غير 

متواجدين فيه .

"رد سامي " ماذا إذا فعل محمد وأحمد   ذلك ولم يفعل مثلهما عادل ..هل أقول لهم جميعاً ذلك ؟"لن يكون في ذلك عدل في حق عادل  "

 قال والده " سأترك ذلك لك لتقرر الحل الأفضل عندما يحدث ..وأنا واثق أنك ستقرر القرار المناسب ..المهم أن الذي يحضر منهم عليه أن يسير على القواعد التي نضعها لمن يكون في هذا البيت  .

                                 قال سامي " حسناً ..سأخبرهم بذلك غداً "

علق والده " هذا أمر جيد..سندعك تجرب هذا الحل لمدة أسبوع وسنرى ..لكنهم إذا لم يلتزموا بما وضعناه من قواعد ..فإننا لن نسمح لك بجلبهم إلى البيت إلا إذا كنا متواجدين به .

كان في إمكان والد سامي أن يحل هذه المشكلة بسهولة بإن يمنع إبنه و أصدقائه من الإجتماع في البيت في حالة عدم تواجدهم به ..لكن هذا الإبن لن  يتعلم  درساً بهذه الطريقة حول القدرة على  اتخاذ القرار ..لقد استمع الأب إلى وجهة نظر إبنه ..ثم ساعده على  استعراض عدة خيارات اقترحها الإبن..لكي يساعده على اتخاذ القرار بنفسه .. و تعلم سامي بذلك أن يتدرب على أن يقرر القرار المناسب .. حتى يدرك أنه وحده المسؤل  عن إيجاد حل لمشكلته .

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved